الانطباعات الأولى " FFIRST IMPRESSIONS " الجزء الثاني "

الهبات الاجتماعية العامة الأربع :-
في الحلقة الأولي من الانطباع الأول{الحلقة الاولة موجودة في منتدي عذب الكلام } تكلمنا عن الطريقة التي يمكنك بها جعل الانطباعات الأولى التي يكونها عنك الآخرون إيجابية هي طريقة صريحة ومباشرة . والسر هو أن تركز على مشاعر الآخرين وخصوصاً تجاه أنفسهم .
هنا سنجيب عن :
كيف يمكن أن تكون حفياً اجتماعياً ؟ ما الذي يريده الآخرون بالتحديد ؟
كيف يمكنك أن تعرف اختلاف بين الصورة التي تود أن يراك عليها الآخرون ، والصورة التي يراك عليها الآخرون بالفعل ؟
لنجيب عن هذه الأسئلة لابد من معرفة :-
الهبات الاجتماعية العامة الأربع :-
التقدير
الترابط
رفع المعنويات
التنوير

فإذا عرفت ما تمنحه وما لا تمنحه منها للآخرين ، فستصبح لديك فكرة جيدة عن الانطباع الذي تتركه لديهم

التقدير:-
كل إنسان يحب ان يشعر بتقدير الآخرين له وإحساسهم بقيمة وآنت تظهر هذا التقدير عندما تتيح للطرف الآخر معرفه انك تفهمه وتحترمه علي سماته الايجابية
على سبيل المثال:-
إذا أخبرت شخص بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بأنه إنسان موهوب أو مرح أو ذكي أو جذاب فسوف يشعر بالفخر تجاه امتلاكه لهذه الصفة وبمشاعر طيبة تجاه ذاته بشكل عام

هنا حوار بين "نانسي" وهي محامية في الثلاثينات من عمرها التي أخبرتنا عن موقف سار حدث لها مع"دين" وهو مهندس معماري في الثلاثينات من عمره هو الأخر وكانت قد قابلته في إحدى الحفلات لدى صديق مشترك . وأثناء المحادثة التي دارت بينهما كان من حسن حظ نانسي انه تلقت منه الهبات الاجتماعية الأربعة

نانسي:- كنت لا أمارس الرياضة على الإطلاق ،ولكنني بدأت في العام الماضي في التدريب على الكاراتيه ،ليس حباً في اللعبة ، ولكن فقط لممارسة الرياضة . ولكنني الآن أحب هذه الرياضة ، وقد حصلت على الحزام الأخضر .

دين :- إنجاز رائع إنني أعرف أشخاصاً كثيرين يؤجلون بدء أشياء جديدة يودون تجريبها ، ولكنك استطعت اتخاذ قرار بالبدء . أنت الآن تبدين في حالة جيدة ، كما أنك قد حصلت على الحزم الأخضر ، وهي قوة يحسب لها حساب

الترابط :-
الترابط مع الآخرين معناه تحديد نقاط التشابك أو الالتقاء بينك وبين شخص آخر قد تكون نقاط الالتقاء :-
صديق مشترك / مصالح مشتركة / تجارب او خبرات ممثالة أو التشارك في نفس المواقف أو المشاعر حيال شئ ما. كأن تقول " يراودني نفس شعورك " وأنا أيضا أحببت هذا الفهم

رفع المعنويات :-
يحب الناس بصورة طبيعية أن تكون حالتهم النفسية جيدة كما يحبون أن يضحكوا وان يشعروا بارتفاع معنوياتهم
يمكن أن تحسن معنويات الآخرين بطرق كثيرة : كالابتسام – الحضور القوى وتوجيه انتباهك إلى أشياء الايجابية والطريقة في الموقف .
وفيما يلي كيف استطاع ديين أن يحسن من معنويات نانسي

نانسي : يبدو الجو شديد البرودة في الخارج . كم أكره هذا الطقس ، وكأنني أشعر أنني لن أشعر بالدفء أبداً

ديين :-اعرف ما تقصدينه . كأننا أصبحنا في القطب الشمالي ! ولكنك ستحبين الثلوج المتساقطة ، فهي غاية في النقاء ، ومنعشة للغاية . كما أن المدينة تصبح غاية في الهدوء عندما تتساقط الثلوج . ألم يكن الجو جميلاً ليلة أمس عندما كانت تمطر؟

التنوير :-
نحن جميعاً نتصف بالفضول . فنحن نحب دائماً أن نعرف أشياء جديدة ، على سبيل المثال حقائق مثيرة ، أفكار ، أو أحداث جارية ، حتى توافه الأمور . وتنوير الآخرين يجعلك شخصاً محفزاً لانتباه الآخرين ومثيراً لأذهانهم كما يجعلك شخصاً جذاباً يحرص الآخرون التواجد معه.
هذا هو كل ما في الأمر إذن . إن بإمكانك أن تجعل الآخرين يشعرون بمشاعر طيبة بعد التحدث معك ، إذا ما أبديت تقديرك لهم على ما هم عليه ، وأبديت ارتباطك بهم ، وقمت برفع معنوياتهم ، وبإثارة أذهانهم بأفكار ووجهات نظر جديدة . ومثل هذه الهبات الاجتماعية أهم من الموقف في حد ذاتها .ولكن صحيح أيضا أن المواقف المختلفة تطرح توقعات مختلفة وتفرض فوائد مختلفة . فما يمكن أن يكون مناسباً في أول مقابلة مع الجنس الآخر ربما يختلف عما يمكن أن يكون مناسباً في اجتماع في العمل . المسألة نسبية أذن .

أهمية الموازنة :-
تعتبر القدرة على الموازنة السليمة بين قدر ما تمنحه للآخرين من كل هبة من الهبات الاجتماعية الأربع السابقة من السمات الكاريزمية أو الدالة على سحر الشخصية . ومن ناحية أخرى ، عدم الموازنة هنا يمكن أن يحول الموقف إلى تجربة غير سارة

مداخلة :-على سبيل المثال دعونا نرجع لحوار ديفيد وسوزان" في الجزء الاول من الانطباع الاول "

فقد كان ديفيد قادرا إلى حد بعيد علي "تنوير " سوزان ببعض المعلومات ، فقد أطلعها في أول مقابلة بينهما على ما تعلمه في الدورة الدراسية التي كان يحضرها عن تاريخ نيويورك سيتي ، ونقل لها آراءه وأفكاره حول هذا الموضوع .غير أنه لم يبد أي تقدير لها شخصياً ، ولم يبحث عن طريقة يظهر بها النقاط المشتركة بينهما ، كما أنه لم يحاول تسليتها أو إضحاكها . وبينما ركز دفيد علي هبة اجتماعية واحدة فقط " التنوير " ركزت سوزان على كل الأشياء التي شعرت أنها قد حرمت منها . كان عدم الموازنة واضح جداً لسوزان ، كما جعل ديفيد أقل جاذبية بكثير مما كان يمكن أن يبدو عليه لو أنه اهتم بالموازنة بين الهبات الاجتماعية الأربع السابقة .


ما الذي تمنحه للآخرين ؟
هل تشبع احتياجات ورغبات الآخرين التي يلتمسونها ، مثلك تماماً، من المواقف الاجتماعية ؟
هل تحرم الآخرين من فرصة إشباع بعض رغباتهم ؟
هل تحرص على الموازنة بين قدر ما تمنحه لهم من كل الهبات الاجتماعية الأربع ؟
معظمنا لديه "نقطة قوة " معينة في واحدة أو أكثر من الهبات الاجتماعية .
فمن الجائز أنك لا تدرك المشاعر والهبات الاجتماعية التي تخفق في منحها للآخرين ، أو لا تعرف " التكلفة العاطفية" التي قد تفرضها عليهم . إن معرفة ما ترغب في منحه للآخرين يمكن أن تساعدك على إدراك ما إذا كان هناك أي اختلاف بين الصورة التي تود أن يراك عليها الآخرون ، والصورة التي يراك عليها الآخرون بالفعل .

مرحبا يا تينة ..تسلمي على المواضيع النيرة..

هناك مقولة مشهورة تقول بأن الانطباع الأول يبقي (First impression lasts) .
لهذه المقولة مقداراً كبيراً من الصحة. فالانطباع الأول الذي يتكون لدينا عند الالتقاء بأحد الأشخاص أو التحدث إليه أو ملاحظة هيئته وملبسه أو الانطباع الذي نشعر به عند زيارة مكان معين، ذلك الانطباع عادة ما يبقى في أعماقنا. وحالما نتذكر أي شخص أو مكان يبرزأمامنا الانطباع الأول المتكون عنه في داخلنا. ويبقى الانطباع على حاله مالم يحدث ما يصححه إن كان خاطئا.