الطين.....روعة وعبرة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الطين.....روعة وعبرة
قصيدة الطين للشاعر الكبير ايليا ابو ماضي
نسي الطين ساعة أنه طين *** حقير فصال في الارض تيها و عربد
و كسى الخزّ جسمه فتباهى *** و حوى المال كيسه فتمرّد
يا أخي لا تمل بوجهك عنّي *** ما أنا فحمة و لا أنت فرقد
أنت لم تصنع الحرير الذي *** تلبس و اللؤلؤ الذي تتقلّد
أنت لا تأكل النضار إذا *** جعت و لا تشرب الجمان المنضّد
أنت في البردة الموشّاة مثلي *** في كسائي الرديم تشقى و تسعد
لك في عالم النهار أماني *** وروءى و الظلام فوقك ممتد
و لقلبي كما لقلبك أحلام *** حسان فإنّه غير جلمد
...
أأماني كلّها من تراب *** و أمانيك كلّها من عسجد ؟
و أمانيّ كلّها للتلاشي *** و أمانيك للخلود المؤكّد !؟
لا . فهذي و تلك تأتي و تمضي *** كذويها . و أيّ شيء يؤبد ؟
أيّها المزدهي . إذا مسّك السقم *** ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟
و إذا راعك الحبيب بهجر *** ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟
أنت مثلي يبش وجهك للنعمى *** و في حالة المصيبة يكمد
أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟ *** و بكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟
وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟*** و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟
فلك واحد يظلّ كلينا حار *** طرفي به و طرفك أرمد
قمر واحد يطلّ علينا *** و على الكوخ و البناء الموطّد
إن يكن مشرقا لعينيك *** إنّي لا أراه من كوّة الكوخ أسود
ألنجوم الني تراها أراها *** حين تخفي و عندما تتوقّد
لست أدنى على غناك إليها *** و أنا مع خصاصتي لست أبعد
...
أنت مثلي من الثرى و إليه *** فلماذا ، يا صاحبي ، التيه و الصّد
كنت طفلا إذ كنت طفلا ***و تغدو حين أغدو شيخا كبيرا أدرد
لست أدري من أين جئت ، و لا ما *** كنت ، أو ما أكون ، يا صاح ، في غد
أفتدري ؟ إذن فخبّر *** و إلاّ فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟
...
ألك القصر دونه الحرس الشاكي *** و من حوله الجدار المشيّد
فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا *** فوقه ، و الضباب أن يتلبّد
وانظر النور كيف يدخل *** لا يطلب أذنا ، فما له ليس يطرد ؟
مرقد واحد نصيبك منه *** أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟
ذدتني عنه ، و العواصف *** تعدو في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد
بينما الكلب واجد فيه مأوى *** و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد
فسمعت الحياة تضحك منّي *** أترجى ، و منك تأبى و تجحد
...
ألك الروضة الجميلة فيها *** الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟
فازجر الريح أن تهزّ و تلوي *** شجر الروض – إنّه يتأوّد
و الجم الماء في الغدير و مره *** لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد
إنّ طير الأراك ليس يبالي *** أنت أصغيت أم أنا إن غرّد
و الأزاهير ليس تسخر من فقري*** ، و لا فيك للغنى تتودّد
...
ألك النهر ؟ إنّه للنسيم الرطب *** درب و للعصافير مورد
و هو للشهب تستحمّ به *** في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد
تدعيه فهل بأمرك يجري *** في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟
كان من قبل أن تجيء ؛ و تمضي *** و هو باق في الأرض للجزر و المد
...
ألك الحقل ؟ هذه النحل تجني الشهد *** من زهرة و لا تتردّد
و أرى للنمال ملكا كبيرا *** قد بنته بالكدح فيه و بالكد
أنت في شرعها دخيل على الحقل *** و لصّ جنى عليها فأفسد
لو ملكت الحقول في الأرض طرّا *** لم تكن من فراشة الحقل أسعد
أجميل ؟ ما أنت أبهى من الور دة *** ذات الشذى و لا أنت أجود
أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك *** قوت و في يديك المهند
أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا *** دودة القز بالحباء المبجد
أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك *** و الليل عن جفونك يرتد
وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك *** و مر تلبث النضارة في الخد
أعليم ؟ فما الخيال الذي *** يطرق ليلا ؟ في أيّ دنيا يولد ؟
ما الحياة التي تبين و تخفى ؟ *** ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟
أيّها الطين لست أنقى و أسمى *** من تراب تدوس أو تتوسّد
سدت أو لم تسد فما أنت *** إلاّ حيوان مسيّر مستعبد
إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ، *** و ثوبا حبكته سوف ينقد
لايكن للخصام قلبك مأوى *** إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد
أنا أولى بالحب منك و أحرى *** من كساء يبلى و مال ينفد
نسي الطين ساعة أنه طين *** حقير فصال في الارض تيها و عربد
و كسى الخزّ جسمه فتباهى *** و حوى المال كيسه فتمرّد
يا أخي لا تمل بوجهك عنّي *** ما أنا فحمة و لا أنت فرقد
أنت لم تصنع الحرير الذي *** تلبس و اللؤلؤ الذي تتقلّد
أنت لا تأكل النضار إذا *** جعت و لا تشرب الجمان المنضّد
أنت في البردة الموشّاة مثلي *** في كسائي الرديم تشقى و تسعد
لك في عالم النهار أماني *** وروءى و الظلام فوقك ممتد
و لقلبي كما لقلبك أحلام *** حسان فإنّه غير جلمد
...
أأماني كلّها من تراب *** و أمانيك كلّها من عسجد ؟
و أمانيّ كلّها للتلاشي *** و أمانيك للخلود المؤكّد !؟
لا . فهذي و تلك تأتي و تمضي *** كذويها . و أيّ شيء يؤبد ؟
أيّها المزدهي . إذا مسّك السقم *** ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟
و إذا راعك الحبيب بهجر *** ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟
أنت مثلي يبش وجهك للنعمى *** و في حالة المصيبة يكمد
أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟ *** و بكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟
وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟*** و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟
فلك واحد يظلّ كلينا حار *** طرفي به و طرفك أرمد
قمر واحد يطلّ علينا *** و على الكوخ و البناء الموطّد
إن يكن مشرقا لعينيك *** إنّي لا أراه من كوّة الكوخ أسود
ألنجوم الني تراها أراها *** حين تخفي و عندما تتوقّد
لست أدنى على غناك إليها *** و أنا مع خصاصتي لست أبعد
...
أنت مثلي من الثرى و إليه *** فلماذا ، يا صاحبي ، التيه و الصّد
كنت طفلا إذ كنت طفلا ***و تغدو حين أغدو شيخا كبيرا أدرد
لست أدري من أين جئت ، و لا ما *** كنت ، أو ما أكون ، يا صاح ، في غد
أفتدري ؟ إذن فخبّر *** و إلاّ فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟
...
ألك القصر دونه الحرس الشاكي *** و من حوله الجدار المشيّد
فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا *** فوقه ، و الضباب أن يتلبّد
وانظر النور كيف يدخل *** لا يطلب أذنا ، فما له ليس يطرد ؟
مرقد واحد نصيبك منه *** أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟
ذدتني عنه ، و العواصف *** تعدو في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد
بينما الكلب واجد فيه مأوى *** و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد
فسمعت الحياة تضحك منّي *** أترجى ، و منك تأبى و تجحد
...
ألك الروضة الجميلة فيها *** الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟
فازجر الريح أن تهزّ و تلوي *** شجر الروض – إنّه يتأوّد
و الجم الماء في الغدير و مره *** لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد
إنّ طير الأراك ليس يبالي *** أنت أصغيت أم أنا إن غرّد
و الأزاهير ليس تسخر من فقري*** ، و لا فيك للغنى تتودّد
...
ألك النهر ؟ إنّه للنسيم الرطب *** درب و للعصافير مورد
و هو للشهب تستحمّ به *** في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد
تدعيه فهل بأمرك يجري *** في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟
كان من قبل أن تجيء ؛ و تمضي *** و هو باق في الأرض للجزر و المد
...
ألك الحقل ؟ هذه النحل تجني الشهد *** من زهرة و لا تتردّد
و أرى للنمال ملكا كبيرا *** قد بنته بالكدح فيه و بالكد
أنت في شرعها دخيل على الحقل *** و لصّ جنى عليها فأفسد
لو ملكت الحقول في الأرض طرّا *** لم تكن من فراشة الحقل أسعد
أجميل ؟ ما أنت أبهى من الور دة *** ذات الشذى و لا أنت أجود
أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك *** قوت و في يديك المهند
أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا *** دودة القز بالحباء المبجد
أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك *** و الليل عن جفونك يرتد
وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك *** و مر تلبث النضارة في الخد
أعليم ؟ فما الخيال الذي *** يطرق ليلا ؟ في أيّ دنيا يولد ؟
ما الحياة التي تبين و تخفى ؟ *** ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟
أيّها الطين لست أنقى و أسمى *** من تراب تدوس أو تتوسّد
سدت أو لم تسد فما أنت *** إلاّ حيوان مسيّر مستعبد
إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ، *** و ثوبا حبكته سوف ينقد
لايكن للخصام قلبك مأوى *** إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد
أنا أولى بالحب منك و أحرى *** من كساء يبلى و مال ينفد
shoosh- عضو متطور
- عدد الرسائل : 120
الموقع : Saudi Arabia
العمل/الترفيه : lubricating Oil
تاريخ التسجيل : 25/12/2008
رد: الطين.....روعة وعبرة
كلام رااااائع!! يا راااائع..
برعي- المشرف العام
- عدد الرسائل : 443
الموقع : ديامي احمد الله
العمل/الترفيه : Researcher/Industrial Research Centre
تاريخ التسجيل : 27/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى